بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله معلم البشرية وهادي الأمة إلى سبيل الرشاد ، رضوان الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً

أما بعد …

فمن المعلوم بالضرورة أن العبادات المفروضة ، كالصلاة والصيام … ، وكلَّ ما يتعلق بها من شروط أو أسباب ، لا تصح العبادة إلا بالتزامها ، أنها جميعها توقيفية ؛ فلا يجوز الاجتهاد فيها ، بل يجب الوقوف على حدود النص ، والتقيد به ، والتزام فهم السلف الصالح له وما كانوا عليه في جميع أحوالهم ، وهذا هو محل تعبد قصده الشارع ، وفتح بذلك للملتزم به أبواباً أخرى كثيرة لتحصيل أجر الالتزام والاقتداء والاتباع.

وليس موضوع هذه الصفحة البحث في التوقيفات في العبادات ، ولكن موضوعها الرئيس هو إلقاء الضوء على مسألة توقيفية واحدة تتعلق بالصلاة ؛ ألا وهي مسألة أوقات الصلاة ؛ لقول الله تعالى : « إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً » ، ولارتباط عبادة الصيام بوقتين من أوقاتها ، لا يصح الصيام إلا بضبطهما.

وليست الغاية من هذه الصفحة أن تبين أوقات الصلاة من جانبها الفقهي الشرعي ، فهذه مسألة مشهورة معروفة ، ولكن الغاية منها هي محاولة الوصول إلى موازنة شرعية مؤصلة بين الجانب التوقيفي فيها وبين المشقة الحاصلة إن تأخر أو بكر أو لم يظهر وقت صلاة ما في أوروبا ، كما أن من غايات هذه الصفحة تأصيل مسألة تقدير وقت الصلاة من الناحية الشرعية والعلمية ، وضبط مرتكزاتها وآلياتها عند الحاجة إلى التقدير.

كما أننا ندعو من خلال هذه الصفحة المعاهد الشرعية والجامعات إلى استحداث اختصاصات مستقلة في علم الميقات بشقيه الشرعي والحسابي العلمي ، وتوجيه القادرين إليها ؛ للقيام بهذا الفرض الكفائي الذي كاد يغيب في هذا الزمان.

وختاماً أسأل الله العون والسداد والتوفيق لما يحبه ويرضاه.

محمد سليم البغا